فضاء حر

(التموضع اليمني للإصلاح) في علاقته بالتمدد الحوثي

يمنات

اليمين الانتهازي بشقيه (قوى متنفذة، وتقليدية، في الإصلاح او محسوبة عليه 'من جهة. والحوثي من جهة اخرى). لا يبدو ان أيا منهما مهتما ببناء دولة المواطنة' كمظلة تحمي كافة مواطنيها' دون تمييز.

فكل المؤشرات تظهر انهما يخوضان صراعا محموما 'وعلى نحو انتهازي ممقوت' وبالغ الخطورة. من أجل تحسين المواقع وكسب مساحات لتعزيز قوة كل منهما.

ففي حين يسعى 'ما يمكن ان نسميه بـ(اليمين المحافظ 'من قوى الاصلاح 'او المحسوبة عليه) الى التغلغل

في مفاصل هامة داخل أجهزة الدولة المختلفة' وخاصة في الجيش والامن. يسعى ما يمكن ان نسميه بـ(اليمين الراديكالي) المتمثل بالحوثي الى التغلغل 'جغرافيا' في المحافظات والمناطق والجهات.

والطرفان يركزان كل جهودهما في صراعهما المحموم هذا على فرض واقع قوة يصعب تجاوزه 'بغير القوة ومنطق القوة. بمعنى انهما لا يحاولان 'ولا يبدو انهما يرغبان اصلا في 'توسيع شعبيتهما سعيا للفوز بأكبر حصة ممكنة في اي تنافس انتخابي قادم. بل يذهبان الى فرض واقع قوة لا يعبأ ولا يأبه 'بمنطق التنافس الإنتخابي' ولا بالوطن نفسه. انهما 'وعلى نحو ما يظهر يتهافتان' وبشكل يبدو 'غالبا' هستيريا' وفق منطق المغنم والمغرم. فكل منهما يرى في ما يكسبه الاخر 'كل من موقعه 'مغرما له' ومغنما للاخر. بحيث يبدو ان كل ربح يحققه الاصلاح خسارة للحوثي، والعكس.

وفي حمى هذا الصراع 'يسعيان الى فرض نمط مدمر من التحالفات السياسية 'القائمة على منطق الغاية تبرر الوسيلة. مع ملاحظة أن الغاية النبيلة' التي تبرر الوسيلة 'وفق منطق مكيافللي' (التي لا نقره عليها، اصلا)هي غاية قذرة هنا' تتوسل تبرير ذاتها 'بوسائل اكثر قذارة.

 

تدفع القوى المتنفذة داخل التجمع اليمني للإصلاح 'او المحسوبة عليه' الى تحويله الى التموضع اليمني للإصلاح' داخل اجهزة الدولة. ما يجعل الحوثية حركة تمدد على الارض، بالسلاح. فيسعى الى التموقع' في المحافظات والمناطق. وفيما يبدو الاصلاح مثقلا بعبء تلك القوى المتنفذة فيه، التي تحول دون تحوله الى حزب سياسي، بالمعنى المليء للكلمة. يلهث الحوثي، من جهته، ليوازن، ما يراه قوة استئثارية، استحواذية، وابتلاعية، تثير قلقا وجوديا لديه، الى اثقال كاهله بعبء (عفش) علي صالح، برمته. ظنا انه بذلك يخلق توازنا في القوة… وفي لعبة استقطابية حادة تحول الوطن الى مجرد ساحة للصراع.

من حائط الكاتب على فيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى